نوال، معلمة متقاعدة عمرها 65 عاماً، من مخيم اليرموك بدمشق، ونازحة تقطن في ريف دمشق منذ العام 2012. والد نوال كان يملك شقة في المزة بدمشق، والتي انتقلت ملكيتها إلى أولاده مع وفاته في العام 1990. وتحت ضغط العائلة، تنازلت نوال عن حصتها من الإرث لإخوتها الذكور مقابل مبلغ 1.5 مليون ليرة، تُدفعُ لها على شكل أقساط لعشرين عاماً.
تقول نوال لمراسلة سيريا ريبورت، إن سعر تلك الشقة يصل اليوم إلى 400 مليون ليرة، وهي تدر على أخوتها الذكور دخلاً شهرياً وافراً لقاء تأجيرها. في المقابل، تعيش نوال اليوم في شقة صغيرة مُستأجرة في ريف دمشق، وتجد صعوبة كبيرة في تأمين قيمة الإيجار وتكاليف المعيشة، بالاستناد فقط إلى راتبها التقاعدي. تقول نوال، إن اتفاق التخارج الإرثي كان يجب أن يتضمّن بنداً بالتعويض عليها بنسبة من قيمة الإيجار التي يستفيد منها الإخوة اليوم.
ورغم أن نوال لا تعتبر أن اتفاق التخارج كان منصفاً معها، إلا أنه نساء أخريات اختبرن اتفاقيات تخارج أكثر ظلماً. فقد يستغلُ بعض الورثة الذكور، التخارج الإرثي، أحياناً، لإخراج أخواتهم الإناث من التركة مقابل لا شيء.
أرملة، في عقدها الرابع من العمر، وليس لديها أولاد، تقول لمراسلة سيريا ريبورت، إنها نتيجة للضغوط الأسرية اضطرت للكذب أمام القاضي الشرعي، وأقرت بقبضها بدلاً مالياً عن حصتها من الورثة العقارية، في اتفاق التخارج الإرثي مع أخوتها الذكور والذي جرى في العام 2019. وكانت حصة ناديا بحسب الشرع، 200 سهم من عقار كبير في منطقة الزاهرة بدمشق.
وكان الاخوة الذكور قد اتفقوا فيما بينهم على بيع ذلك العقار الذي أورثه والدهم لهم، لدفع بدل الخدمة الإلزامية لأبنائهم الذكور المسافرين خارج سوريا. وبالفعل، باع الأخوة العقار في العام 2021، وبلغت قيمة حصة ناديا فيه حوالي 100 مليون ليرة. ولكن الأخوة، رفضوا اعطاء ناديا حصتها، متذرعين بأنها تعمل في تجارة الألبسة، ومكتفية مالياً. تقول ناديا، إن السبب غير المعلن، هو قناعة أخوتها الذكور، بأن أولادهم الذكور أحق من ناديا بقيمة الإرث كاملة، فهي أرملة لا أولاد لها.
نور عويس – سيريا ريبرورت
Leave A Comment