كتبت هلا الخطيب في الحزيرة:
بعد 3 أشهر على التعارف الإلكتروني، وشهر على اللقاء الفعلي تزوّجا. هو والد طفلتها وطليقها الذي تقول هنا سعيد -للجزيرة نت- إن كلامه كان معسولا، لكنه في الواقع لم يكن رومانسيا، واتضح أنه كان غير مسؤول واتكاليا لدرجة أنها اضطرت وحدها منذ حملها إلى الاهتمام بمصاريف المنزل والابنة، حتى إنه لم يدفع النفقة بعد الطلاق.
وتقول إنه بعد التواصل على الإنترنت فإن العلاقة الواقعية هي التي يجب أن تحسم الأمور، والنقاش والتواصل للتأكد قبل الارتباط أن كل ما قيل حقيقي.
الوعي هو الأساس
تقول رفيدة صالح المجازة بالدراسات الإسلامية الأسرية واختصاصية تدريب الأهل “نجذب إلينا أشخاصا يشبهوننا وطريقة تفكيرنا. بغض النظر إذا حصل التعارف عن طريق الإنترنت أو فيزيائيا، فيكون استحقاق الشخص أن يرتبط بمن يشبهه”، وتربط ذلك بالآية الكريمة “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا”.
وترى أن من يريد أن يخبئ أمرا في شخصيته فسيفعل سواء وجها لوجه أو وراء الشاشة، “ولطالما ردد في ثقافتنا بأن الزواج مثل البطيخة، لا نعرف ماذا ينتظرنا. والحياة تحت سقف واحد مختلفة”.
ومن أجل زواج ناجح تعتبر أن الوعي هو الأساس، وكذلك المصارحة بشأن قيمنا العليا وما الذي يمكن أن يؤذي العلاقة.
وتنوّه رفيدة أن من إيجابيات التواصل على الإنترنت أن الذين لديهم ضعف شخصية يكونون قادرين على التعبير أكثر من وراء الشاشة.
وكذلك الأمر بالنسبة لمن تجرّهم عائلاتهم إلى زواج تقليدي، فيجدون العلاقة عبر الإنترنت متنفسا لهم، مشيرة إلى أن المشكلة الأكبر في التعارف عبر الإنترنت أنها تكون منطلقة من إشباع حاجات.
فالبعض يبحث عن الاهتمام إذا كان فاقدا له، فتحيطه وسائل الاتصال بكل الاهتمام على مدار الساعة. وهذا يخلق تعلّقا ويغيّب صوت الوعي، فقط لإشباع الحاجة.
لا تجد رفيدة رابطا بين نجاح أو فشل الزيجات وطريقة التعارف، معتبرة المعيار الأساس هو الصدق ومعرفة الأهداف، وأن نذهب إلى العلاقة مشبعين ولا نتوقع ذلك من الشريك، بل تتجلى الأمور بزيادة ما لدينا لا بسد الفراغ.
أستحق أفضل منك
راشيل راضي تعرفت إلى حبيبها عبر أحد تطبيقات التعارف، وهو إيطالي يعيش في دولة عربية، وبدأ الحديث كل يوم إلى أن توقف فجأة لـ3 أيام. بعدها اعتذر قائلا إنه كان يزور ابنته ويعطيها كامل وقته. احترمت صدقه واهتمامه بابنته خاصة أنها أيضا لديها ولد.
وجاء إلى لبنان ولم تكن تفكر بجدية العلاقة، لكنه أعجبها في كل التفاصيل وفي طريقة تفكيره. وبقيا على تواصل 4 أشهر ولكنه كان يغار من زملائها الرجال، ولم تعطه أهمية كبيرة، فقال لها إنه يستحق فتاة أفضل منها فصدمت، ولم تعد تتكلم معه مدة.
ثم عادت وتصالحت معه واتفقا على كل شيء وأن تعرّفه بأصحابها، ثم تعرفت على ابنته في مصر، وأتت الفتاة لزيارتها في لبنان، وهما معا منذ 4 سنوات.
خطبها بعد انفجار مرفأ بيروت
اللبنانية نادين عباس وجدت صورة المصري إسلام شوقي ضمن مجموعة من الأصدقاء، فسألت من هذا الشاب الجميل، فقال صديقها إنه مرتبط، فغضّت النظر عن الموضوع لكنها فتشت في صوره على إنستغرام، وأرسلت إليه “ستوري” عن طريق خطأ لم تنتبه له إلا عندما سألها عما أرسلت.
ثم تابعها وبدأت علاقة عادية فيها تبادل معلومات عن مصر ولبنان وكثير من المزاح. وعندما ذهبت إلى مصر اصطحبها من المطار كصديق، وكان أول لقاء لهما بعد تواصل دام 5 أشهر على الإنترنت.
وتقول إنها ما إن رأته حتى شعرت أن هذا هو الشخص الذي ستتزوجه. أحبّت وضوحه وصراحته وطبيعته، وهو أحب شخصيتها وهدوءها. وأخذ الموضوع وقتا طويلا من التعارف حتى الاعتراف بالحب، ثم حصلت مشكلات عديدة وتركا بعضهما 3 مرات في 3 سنوات.
وبعد انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب اتصل بها ليطمئن عليها، وكانت حزينة ومكتئبة، وقال إنه سيأتي إلى لبنان ليخطبها، وهذا ما حصل. من أهم الأمور المشتركة بينهما الانفتاح، والنظرة للحياة، والعمل المتشابه فهي مصورة وهو مخرج.
تقول إنه ليس كافيا التواصل عبر الإنترنت وقد يوصل الأمور بشكل خاطئ، من المهم جدا التواصل الواقعي لفهم الآخر.
بانتظار عقد الزواج
تعرفت كوزيت يوسف إلى حبيبها هوفيك عبر أحد تطبيقات المحادثة والتعارف، ولم تكن تأخذ الأمر على محمل الجد، بل على سبيل التسلية.
واستمر هذا حتى وصلت إلى شاب يضع صورة له كيف سيصبح عندما يكبر، فوضعت علامة إعجاب. وبدآ بالدردشة العام الماضي، ولم يلتقيا وسافرت إلى فرنسا وهو إلى دولة خليجية، وبعد أسبوعين من الحديث المتواصل بدأ في الأسبوع الأول بالعموميات، وفي الأسبوع الثاني وصلا إلى كيف يريدان أن ينشآ عائلة معا. كل هذا قبل اللقاء.
عاد قبلها إلى بيروت وكان اللقاء الأول. وتقول كان كل شيء رائعا والكيمياء بينهما ممتازة، واستمر اللقاء 13 ساعة فقط، وهما الآن بانتظار السفر لعقد الزواج.
بالسر منذ 8 سنوات
زينة تعرفت بزوجها بعد انفصالها عن زوجها الأول، وبدأ التناغم الفكري عبر فيسبوك ولم يلتقيا إلا بعد 7 أشهر، وتقول إن له أثرا رائعا في حياتها رغم عدم إعلان العلاقة إلا للمقربين جدا بسبب كونه متزوجا من ناحية، وبسبب أولادها من ناحية ثانية.
لكنها سعيدة جدا ومرتاحة، كما استطاعت بدعمه وتشجيعه إكمال دراستها وهي بصدد تقديم أطروحة الدكتوراه. وترى أن الإيجابية رفيقتها في هذا الزواج الذي بدأ منذ 8 سنوات.
من وراء الشاشة
فرح بو مرشد أضافت سعيد “زوجها منذ العام 2014” على فيسبوك بعد أن أعجبت بتعليق كتبه عن “السياسة”، ومرة تحدث إليها ولم يكن جديا، لكنهما اكتشفا أن لديهما أشياء وقضايا مشتركة ويحبان الشعر، فهو شاعر وكاتب مسرحي وكوميدي.
في اللقاء الأول بعد 8 أشهر لم تعتقد أن الأمر سيذهب إلى هذا الاتجاه إذ أتى حاملا الورود، واستمر اللقاء الأول 7 ساعات. كانت في البداية قلقة من فارق العمر فهو يكبرها بـ14 عاما، لكنهما وجدا أنهما قادران على مشاركة الحياة معا.
تقول إن العلاقات الطويلة الأمد عبر الانترنت من دون لقاء واقعي تخيفها، وكذلك المحتوى الذي يتشاركه الأشخاص، خاصة إذا كان من النوع الذي يمكن استخدامه لابتزاز أو غايات.
وكذلك تخاف من حاجز الشاشة ومن يختبئ وراءها في تقديم شخصية مختلفة عن تلك الحقيقية، ولكن العلاقة تكون إيجابية إذا كانت واعية ويعرف كل شخص ماذا يريد.
Leave A Comment