تزايد جرائم قتل النساء
بعد أيام قليلة من مقتل نيرة أشرف، لقيت الطالبة الأردنية إيمان أرشيد مصرعها بعد تعرضها لإطلاق نار على يد شاب رفضت الارتباط به، فيما كان مسرح الجريمة جامعة العلوم التطبيقية الخاصة شمال العاصمة عمان.
وتشابهت وقائع الجريمتين، حيث أن نيرة وإيمان طالبتان وقتلتا في حدود جامعتيهما، وكان سبب القتل رفض الارتباط بالجاني. فيما ترددت الأنباء بأن قاتل إيمان أرسل لها رسالة تهديد بقتلها بنفس الطريقة التي قُتلت بها الطالبة المصرية.
وللأسف لم تكن إيمان أرشيد أيضا الضحية الأخيرة في سلسلة العنف ضد المرأة في البلدان العربية، إذ جاء مقتل الشابة لبنى منصور في الإمارات على يد زوجها لتمثل أحدث حلقات مسلسل قتل النساء. ويتزامن هذا مع استمرار التحقيقات من قبل الشرطة الفلسطينية في ملابسات مقتل الفتاة رنين سلعوس من نابلس، حيث ترددت الأنباء بأن مقتلها جاء لرفضها الزواج من أحد أقاربها. كذلك، جرى اتهام زوج مصري بقتل زوجته الإعلامية شيماء جمال في مزرعة خارج القاهرة بعد 20 يوما من اختفائها.
“تطبيع مع العنف ضد المرأة“
أن هناك إحساسا “باستباحة النساء داخل المجتمع” في ظل غياب القوانين الرادعة لمحاربة ظاهرة العنف ضد المراة.
و فكرة استباحة المرأة والهجوم والعنف ضدها تبدو كبيرة. لا يوجد قانون لمناهضة العنف ضد المرأة. فكرة الاستباحة تعد بمثابة تيار سائد، وهناك حالة تطبيع مع العنف ضد المرأة
إن هذه الجرائم تعود إلى فكرة الاستهانة والاستقواء على المرأة، وسهولة ارتكاب جرائم ضد النساء. وهذا يرجع إلى عوامل عديدة منها طريقة التفكير والخلفية الثقافية التي تقول إن الرجل دائما على حق. وظاهرة الاستقواء على المرأة واضحة ومخيفة من طرف الرجل، الذي هو الآخر وقع أيضا ضحية لمجتمع يرسخ في عقله بأنه لا يُرفض وان كل فتاة تتمناه.
ويبدو ان شخصيات عديدة في العالم وجهت أصابع الاتهام بشكل ضمني إلى غياب القوانين الرادعة لجرائم العنف ضد المرأة العربية، رغم تشريع دول عدة قوانين مؤيدة لحقوق المرأة.
“عنف مجتمعي عام“
الجدير بالذكر أن الأمم المتحدة أصدرت بيانات العام الماضي ذكرت فيها أن نسبة 37 بالمائة من النساء في البلدان العربية تعرضن لشكل من أشكال العنف سواء الجسدي أو الجنسي.
فيما قد يكون الموروث الثقافي الذكوري لعب دورا. حيث إن الجاني لا يمكن أن يُرفض ويجب أن يكون موضع إعجاب.و يدل الموقف بشكل عام على عدم انضباط نفسي، فالشاب لم يتخذ قرار قتل (نيرة) انتقاما بسبب شعوره بالغيرة أو حتى بسبب الإثارة والغريزة”.
أن الجاني رأى أن الفتاة عبارة عن لعبة يجب أن يمتلكها. وتشير جريمة مقتل نيرة إلى إطار “عنف مجتمعي عام” يعاني المجتمع منه بشكل عام.
بالإضافة إلى تأجيج العنف من خلال المسلسلات والأفلام والدراما والأغاني. كل شيء حولنا بات يتسم بالعنف حتى الخطاب الديني أصبح خطابا عنيفا
وأيا كانت الأسباب وراء مقتل فتاة المنصورة بالتأكيد ستكون هناك تداعيات، وقد نرى المنظر ذاته يتكرر، إذا لم يكن هنالك رادع كل بنت ستمشي بجانب الحيط خوفا من انها قد تُقتل مثل نيرة.
Leave A Comment